كريستوفر كولومبوس هو أحد الشخصيات التاريخية التي كان لها تأثير كبير على تاريخ العالم ، خاصة في العصر الحديث ، لأنه اكتشف العالم الجديد وظهوره على الخريطة ، فغير وجه العالم وتاريخ المجتمعات البشرية. كانت بداية جديد ونهاية العصور الوسطى، بكل أدواتها ووسائلها السياسية والعسكرية إقتصاديا وإجتماعيا.
نبذه عن حياة كريستوفر كولومبس
كريستوفر كولومبوس رحالة إيطالي ولد عام 1451 م في مدينة جنوة الإيطالية، وتلقى تعليمه في جامعة بافيا حيث درس الرياضيات والعلوم.
كان مغامراً كبيراً ترك إيطاليا والتحق بخدمة البلاط الإسباني الذي كان لتوه منتصراً على مسلمي الأندلس ومغتصبا لغرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس، حيث بدأ في تقديم فكرته لإيجاد طريق بحري جديد لا يمر عبر الدول الإسلامية حتى يصل إلى الهند أو آسيا.
ومن هناك بدأ الفريق الذي أشرف عليه قبل عام 1492م ، حيث وضع خطة لهذه الرحلة ووجها للبلاط الإسباني ، وهي الوصول إلى شبه القارة الهندية باستخدام الأرض الكروية عبر طريق المحيط الغربي، وصولاً إلى آسيا بعيدًا عن المسلمين الذين كانوا وسطاء بين التجار الأوروبيين والآسيويين لمئات السنين ويحصدون مبالغ وثروات طائلة ، وكان الغرض من هذه الرحلة هو الاستعمار الخالص.
بداية الرحلات الاستكشافية الإستعمارية لكريستوفر كولومبوس
لم تكن هذه الرحلات لإكتشاف أراضٍ جديدة فحسب ، بل كانت أيضًا رحلات إستعمارية ، حدد خلالها كريستوفر كولومبوس هدف ملك وملكة إسبانيا ، فرناندو وإيزابيل ، للحصول على الثروة من الهند واستعمار أراضيها لصالح البلاط الإسباني. فقد وافق ملك وملكة إسبانيا على منحه جميع الأراضي ليحكمها بإسمهم، وإرسال ثروات الهند وخيراتها إلى البلاط الإسباني .
بدأ كريستوفر كولومبوس رحلته بثلاث سفن رئيسية: السفينة سانتا ماريا التي كانت تقود الرحلة كان على متنها 84 بحارًا بقيادة كولومبوس نفسه ، السفينة بينتا كان على متنها 65 قبطانًا وبحارًا بقيادة مالك السفينة ألونسو بنسون ، والسفينة الثالثة نينا أو سانتا كلارا كانت تحمل حوالي أربعين بحارًا بقيادة القبطان بانيس ببنسون وخوان نبذيه مالك السفينة.
وقد غادرت السفن الثلاثة من ميناء برتغالي في المحيط الأطلنتي بإتجاه الغرب ، حيث كانت القارة الآسيوية ، كما يقول كريستوفر كولومبوس الذي كان يؤمن بكروية الأرض، وكانت نظريته صحيحة لكنها لم تصل إلى آسيا كما يريد.
الوصول إلى جزر البهاماس
في 12 أكتوبر ، وصلت السفن إلى جزيرة سان سلفادور وبعد أيام قليلة وصلت إلى جزيرة كوبا والعديد من الجزر الأخرى التي هي الآن جزر البهاماس أو جزر الهند الغربية ، كما أطلق عليها كريستوفر كولومبوس، لأنه كان يعتقد أنها أرض الهند ، لكنها لم تكن سوى جزر البهاماس ، التي تقع في البحر الكاريبي وهي جزء من العالم الجديد.
في هذه الجزر تم رفع العلم الإسباني واستغل وجوده للبحث عن الثروات وخاصة الذهب ، وفي الواقع استولى عليها بكميات كبيرة وعاد إلى إسبانيا ، حيث فرح الملوك من هذه الخطوة العظيمة، وما أحضره كريستوفر كولومبس من ثروات إلى البلاط الإسباني. فقد أصبحت إسبانيا من بين أغنى الدول في أوروبا.
تشجعت إسبانيا على زيادة عدد البحارة والسفن الحربية التي وصلت إلى الأسطول البحري البالغ حوالي 1500من البحارة ، بسبب الاكتشافات الجديدة لهذه الجزر والأراضي الغنية وبداية استعمارها،والاحتلال لصالح البلاط الإسباني.
اكتشافات كريستوفر كولومبس وبداية الإحتلال الإسباني للأراضي الجديدة
خلال هذه الرحلة التي استمرت عدة أشهر ، اكتشف كريستوفر كولومبوس العديد من الجزر مثل جزر الأنتيل ومناطق جنوب كوبا وجامايكا والجزر الشرقية للقارة الأمريكية، كان يعتقد أنه غزا جزر الهند ، لكن هذا ليس صحيحًا.
على الرغم من هذه الاكتشافات ، فقد تشجعت دول أخرى على خوض التجربه وأدت إلى اكتشاف قارة أمريكا الشمالية بواسطة أميرجو فيسبوتشي، ولهذا سميت هذه الأراضي المكتشفة بأمريكا .
ولكن ليس فقط إسبانيا هي التي استعمرت واحتلت واستفادت من ثروات العالم الجديد ، بل وصل الامر أيضًا إلى دول أوروبية أخرى مثل البرتغال وفرنسا وإنجلترا في القرون التالية ، حيث اكتشفت أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأستراليا ،من قبل العالم الجديد الذي كان في ذلك الوقت مختلف ويتمثل في أوروبا وأفريقيا وآسيا .ا
المكتشف الأول للعالم الجديد
لم يكن كريستوفر كولومبوس المستكشف الوحيد للعالم الجديد ، لكن محاولات كثيرة سبقته في الأوقات التي سبقت عصره ، مثل محاولة بعض المغامرين الأندلسيين المسلمين الذين وصلوا بالفعل إلى جزر معينة ، وكذلك أرسل إمبراطور مالي رحلة تجارية لاكتشاف العالم الجديد ، وتركت هذه الرحلة آثار إمبراطورية مالي هناك على بعض الجزر ، وكانت هذه الرحلة كاملة قبل 200 عام من استكشاف كريستوفر كولومبوس الأراضي الجديدة.
كانت هذه الجولة تاريخية وجغرافية مهمة، تدل على أهمية اكتشاف العالم الجديد ، والتي شكلت بداية عهد جديد ونهاية عصور أخرى.
هذه الخطوة الانبريالية لكريستوفر كولومبوس بلغت ذروتها في بداية حقبة الاحتلال والاستعمار ، والتي كان لها عواقب وخيمة على البشرية في الأوقات التالية وحتى يومنا هذا.